يعتبر كتاب كشاف القناع من أوسع كتب الفقه في مذهب الإمام أحمد – رحمه الله – فقد قام مؤلفه – رحمه الله – بشرح كتاب الإقناع، ومزجه بشرحه، حتى صار كالشيء الواحد، وحل ما في الإقناع من التراكيب العسيرة، وتتبع أصوله التي أخذه منها، وعزا بعض الأقوال لقائلها، وذكر ما أهمله من القيود، وغالب علل الأحكام وأدلتها، وبين المعتمد من المواضع التي تعارض كلامه فيها، وزاد كثيرا من المسائل التي لم يذكرها صاحب الإقناع
منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن إدريس البهوتي الحنبلي، نسبته إلى (بهوت) في غربية مصر، ولد سنة (1000هـ)، شيخ الحنابلة بمصر في عصره، كان عالـمًا عاملًا متبحرًا في العلوم الدينية، صارفًا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، ورحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد بن حنبل عنه؛ فإنه انفرد في عصره بالفقه، وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس، وتوفي سنة (1051هـ).